النشاط الدائم، وفي هذه الحالة يكون الصديق هو المعين على الاجتهاد والتقدم في الحياة. تقارب الميول بين الصديقين. التماس العذر، والثقة بأن الصديق لن يقدم على أي عمل به مضرة للطرف الآخر. الصداقة من منظور أرسطو يرى أرسطو بأن الصداقة هي مشاعر عطفٍ متبادلة بين عدد من الأفراد في المجتمع، والتي تكون مبنية على وجود تشابه في الأذواق، وعلى العِشرة الحسنة والمشاركة الوجدانية، فمن وجهة نظر أرسطو أن الصداقة تُورث عدداً من الأمور المهمة في الحياة، وهي الكَرم، ونكران الذات، والمَحبة غير المشروطة، وقد ربط أرسطو الصداقة بالسعادة البَحتة والكاملة، التي تساعد على تحديد العلاقة مع الذات ومع الناس بشكل عام، وخصوصاً مع الأشخاص الذين يمتلكون الصفات نفسها، حيث قال أرسطو عن الصداقة قوله الشهير: (لن يختار أحد حياة بلا أصدقاء ولو كان ذلك مقابل حُصوله على كل شيء آخر في العالم).[١] كما تكمن أهمية الصداقة لدى أرسطو بأنها تساعد على حماية الإنسان من الوقوع في الخطأ، وهي الملاذ الخاص للإنسان عند الشعور بالحزن أو الضعف، كما وقد أبدى أرسطو رأيه في أهمية الصداقة في المجتمع، حيث أشار إلى أنه ما إن تنتشر الصداقة الحقيقية المبنية على الحب، فسوف ينتشر العدل بالعالم أجمعه، فقال: (متى أحب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة إلى العدل غير أنهم مهما عدلوا فإنهم لا غنى لهم عن الصداقة، وأن أعدل ما وجد في الدنيا بلا جدال هو العدل الذي يستمد من العطف والمحبة).[١] أقسام الصداقة لدى أرسطو قسّم أرسطو الصداقة إلى ثلاثة أقسام ألا وهي:[١] الصداقة النفعية: وهي التي يتم تحديد قيمةٍ لها عن طريق فائدة معينة مقابل تلك الصداقة، وهي صداقةٌ مؤقتةٌ وسوف تنتهي وتنقطع بانقطاع تلك الفائدة المترتبة عليها. صداقة المتعة: وهي التي تظهر فقط عندما تزيد درجة البهجة والمتعة عند وجود الأشخاص الآخرين، والتي تنعقد بسرعة، وكذلك سرعان ما تنتهي عند انتهاء المتعة. صداقة الفضيلة: تعتبر صداقة الفضيلة من أفضل أنواع الصداقة، وتقوم على تشابه الخصال والفضائل بين الطرفين، وتدوم لمدة أطول. الصداقة من منظور التراث العربي والإسلامي (تُشتق كلمة الصداقة في اللغة العربية من الصِدق وهو عكس الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْادقًا، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة).[٦] وقد قيل أيضاً بأن الصداقة تتلخص في اتفاق الأشخاص على المحبة والمودة، وأن تكون هناك منفعة متبادلة، وهذا الأمر الذي يساعد على التفريق بين الصاحب والقرين، حيث إن الصاحب هو ما عُرِّفَ باللغة العربية بأنه الحافظ، أما القرين فهو ما يمر على الشخص دون أن ينفعه.[٧] الصداقة من منظور ابن المقفع ركّز ابن المقفّع في كتاب الأدب الكبير وخصوصاً فصل معاملة الصديق على تعريف الصداقة، بأنها من أهم وأثمن المكاسب الدنيوية، كما ذكر أهمية الصداقة بأنها الزينة للحياة الرغدة والعُدّة والعتاد عند الشِّدة، وذكر كيفية التعامل مع الصديق وآداب ذلك، نذكر منها:[٧] عدم الغضب عند رؤية الصديق مع عدو أو شخص بغيض، وذلك لأنه من الأدب عدم قطع الصديق عن الآخرين بسبب عداوة قائمة ليس له علاقة بها. عدم قول ما لا يمكن فعله. عدم الإعراض عن الصديق. عدم الاعتذار لغير حاجة. الصداقة من منظور ابن مسكويه يعتبر هذا الكاتب أحد أكثر الكتاب المتأثرين بأرسطو وآرائه عن الصداقة، حيث قد سار في كتاب تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق على خطى أرسطو الشهيرة، حيث قام في تقسيم الصداقة إلى ثلاثة أنواع ألا وهي:[٧] صداقة المنفعة: وهي التي تبدأ بشكل بطيء، ومن ثم تنتهي بسرعة بعد حدوث النفع المرجو منها، وهذا النوع خاص بفئة كبار السن. صداقة اللذة: وهي التي تبدأ بشكل سريع وتنتهي بسرعة ما إن تنتهي اللذة، وذلك لأن اللذة متغيرة بشكل دائم، وهذه الصداقة خاصة بفئة الشباب. صداقة الفضيلة: وهي الصداقة التي تبدأ بشكل سريع وتنتهي ببطء، وتعتبر هذه الصداقة أحد أفضل الأنواع، فقد لُقّبت باسم صداقة الأصدقاء.
Tuesday, November 12, 2019
الصداقة
النشاط الدائم، وفي هذه الحالة يكون الصديق هو المعين على الاجتهاد والتقدم في الحياة. تقارب الميول بين الصديقين. التماس العذر، والثقة بأن الصديق لن يقدم على أي عمل به مضرة للطرف الآخر. الصداقة من منظور أرسطو يرى أرسطو بأن الصداقة هي مشاعر عطفٍ متبادلة بين عدد من الأفراد في المجتمع، والتي تكون مبنية على وجود تشابه في الأذواق، وعلى العِشرة الحسنة والمشاركة الوجدانية، فمن وجهة نظر أرسطو أن الصداقة تُورث عدداً من الأمور المهمة في الحياة، وهي الكَرم، ونكران الذات، والمَحبة غير المشروطة، وقد ربط أرسطو الصداقة بالسعادة البَحتة والكاملة، التي تساعد على تحديد العلاقة مع الذات ومع الناس بشكل عام، وخصوصاً مع الأشخاص الذين يمتلكون الصفات نفسها، حيث قال أرسطو عن الصداقة قوله الشهير: (لن يختار أحد حياة بلا أصدقاء ولو كان ذلك مقابل حُصوله على كل شيء آخر في العالم).[١] كما تكمن أهمية الصداقة لدى أرسطو بأنها تساعد على حماية الإنسان من الوقوع في الخطأ، وهي الملاذ الخاص للإنسان عند الشعور بالحزن أو الضعف، كما وقد أبدى أرسطو رأيه في أهمية الصداقة في المجتمع، حيث أشار إلى أنه ما إن تنتشر الصداقة الحقيقية المبنية على الحب، فسوف ينتشر العدل بالعالم أجمعه، فقال: (متى أحب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة إلى العدل غير أنهم مهما عدلوا فإنهم لا غنى لهم عن الصداقة، وأن أعدل ما وجد في الدنيا بلا جدال هو العدل الذي يستمد من العطف والمحبة).[١] أقسام الصداقة لدى أرسطو قسّم أرسطو الصداقة إلى ثلاثة أقسام ألا وهي:[١] الصداقة النفعية: وهي التي يتم تحديد قيمةٍ لها عن طريق فائدة معينة مقابل تلك الصداقة، وهي صداقةٌ مؤقتةٌ وسوف تنتهي وتنقطع بانقطاع تلك الفائدة المترتبة عليها. صداقة المتعة: وهي التي تظهر فقط عندما تزيد درجة البهجة والمتعة عند وجود الأشخاص الآخرين، والتي تنعقد بسرعة، وكذلك سرعان ما تنتهي عند انتهاء المتعة. صداقة الفضيلة: تعتبر صداقة الفضيلة من أفضل أنواع الصداقة، وتقوم على تشابه الخصال والفضائل بين الطرفين، وتدوم لمدة أطول. الصداقة من منظور التراث العربي والإسلامي (تُشتق كلمة الصداقة في اللغة العربية من الصِدق وهو عكس الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْادقًا، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة).[٦] وقد قيل أيضاً بأن الصداقة تتلخص في اتفاق الأشخاص على المحبة والمودة، وأن تكون هناك منفعة متبادلة، وهذا الأمر الذي يساعد على التفريق بين الصاحب والقرين، حيث إن الصاحب هو ما عُرِّفَ باللغة العربية بأنه الحافظ، أما القرين فهو ما يمر على الشخص دون أن ينفعه.[٧] الصداقة من منظور ابن المقفع ركّز ابن المقفّع في كتاب الأدب الكبير وخصوصاً فصل معاملة الصديق على تعريف الصداقة، بأنها من أهم وأثمن المكاسب الدنيوية، كما ذكر أهمية الصداقة بأنها الزينة للحياة الرغدة والعُدّة والعتاد عند الشِّدة، وذكر كيفية التعامل مع الصديق وآداب ذلك، نذكر منها:[٧] عدم الغضب عند رؤية الصديق مع عدو أو شخص بغيض، وذلك لأنه من الأدب عدم قطع الصديق عن الآخرين بسبب عداوة قائمة ليس له علاقة بها. عدم قول ما لا يمكن فعله. عدم الإعراض عن الصديق. عدم الاعتذار لغير حاجة. الصداقة من منظور ابن مسكويه يعتبر هذا الكاتب أحد أكثر الكتاب المتأثرين بأرسطو وآرائه عن الصداقة، حيث قد سار في كتاب تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق على خطى أرسطو الشهيرة، حيث قام في تقسيم الصداقة إلى ثلاثة أنواع ألا وهي:[٧] صداقة المنفعة: وهي التي تبدأ بشكل بطيء، ومن ثم تنتهي بسرعة بعد حدوث النفع المرجو منها، وهذا النوع خاص بفئة كبار السن. صداقة اللذة: وهي التي تبدأ بشكل سريع وتنتهي بسرعة ما إن تنتهي اللذة، وذلك لأن اللذة متغيرة بشكل دائم، وهذه الصداقة خاصة بفئة الشباب. صداقة الفضيلة: وهي الصداقة التي تبدأ بشكل سريع وتنتهي ببطء، وتعتبر هذه الصداقة أحد أفضل الأنواع، فقد لُقّبت باسم صداقة الأصدقاء.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment